يرى لخضر بلومي، مستشار رئيس مولودية وهران، أن الحصيلة الإيجابية لفريقه، هي ثمار التحضيرات الجيدة التي قام بها. كما يشدد على أن يلعب الأنصار دورهم بالابتعاد عن كل ما يسيء إلى النادي، مع إبداء رأيه في مواضيع أخرى في هذا الحوار الذي أجرته معه جريدة ''المساء''...
كيف تقيم حصيلة المولودية الوهرانية لحد الآن؟
نحن جد مسرورين بالمرتبة التي نحتلها، حيث نوجد في المركز الثالث وهو شيئ ثمين جدا، لكن يجب الاعتراف أن مستوى فريقنا من الناحية التقنية لا يزال متوسطا.
صراحة، هل كنتم تتوقعون ذلك؟
نعم، توقعناه رغم أنني أؤكد
على أن تشكيلتنا ليست قوية، والفضل الكبير يعود إلى الطاقم الفني الذي يبذل جهودا كبيرة في إعداد اللاعبين، رغم أنه لم يلعب ولا مباراة واحدة بتعداد مكتمل منذ انطلاق البطولة، إما بسبب الإصابات أو بداعي العقوبات، كما أننا نقطف ثمار تحضيراتنا الجدية التي قمنا بها قبل انطلاق المنافسة.
وكيف ظهر لك مستوى البطولة الاحترافية الأولى قبل جولتين من إسدال الستار على مرحلة الذهاب؟
أرى أن المستوى الفني للبطولة متذبذب، والدليل على ذلك أن الفرق التي يقال أنها ضعيفة كمولودية العلمة ووداد تلمسان فازت علينا، وبالمقابل انتصرنا نحن على الأندية التي تنعت بالقوية، واعتقد ان وفاق سطيف وأولمبي الشلف يعدان الافضل حاليا، لأنهما يتوفران على تشكيلتين ثريتين.
حصادكم الإيجابي لحد الآن، تحقق في ظل خصومات بين أعضاء إدارتكم، ألا تخشى أن استمرارها قد يعصف بما أنجز؟
المشكل الوحيد الذي حدث كان بين الرئيس محياوي ونائبه عبد الحفيظ بلعباس، وهذا الأخير عبر عن ندمه على فعلته، وعلينا أن نسامحه ونراعي وضعه كلاعب دولي سابق وأحد أبناء مولودية وهران، وماعدا ذلك كل ما قيل هو كلام شارع، فشريف الوزاني يلقى الإجماع لدى الإدارة، وهي ليست غبية لتتنكر للجهود الكبيرة التي يبذلها في مصلحة المولودية، ونحن في اجتماع سابق أكدنا لشريف الوزاني أننا نسانده، ومن ينقل له عكس ذلك هدفه إشعال نار الفتنة وأنا أتساءل: هل من المنطقي إقالة مدرب ما فتئ يحقق النتائج الإيجابية؟ قد يفهم الجمهور رحيل مدربين من أمثال غيغر وحنكوش وغيرهما من التقنيين الذين ذهبوا ضحية ضعف النتائج الفنية، لكن ليس ذهاب مدرب مجتهد كشريف الوزاني.
أخيرا، أصبح للمولودية لاعبون دوليون ويتعلق الأمر بالشابين بلايلي وعواج في المنتخب الاولمبي، هل ترى أنها بداية عودة المولودية مع تكوين النجوم كما كانت في السابق؟
هذا ما أتمناه فعلا، فالمولودية هي عميدة أندية الغرب وتخرج منها لاعبون مرموقون على مدى سنوات طويلة، قبل أن يتجمد الحال ويقرر العديد من اللاعبين الشباب الواعدين الهجرة صوب أندية وسط وشرق البلاد، وليست المولودية وحدها التي تقاسي من هذا المشكل، بل وفرق أخرى كوداد تلمسان، وانتقاء بلايلي وعواج شيء إيجابي للمولودية ولهما خاصة من الجانب المعنوي.
يكثر الحديث هذه الأيام عن تدعيم مرتقب لتشكيلة المولودية، فهل وقفتم على الأسماء المطلوبة؟
بداية، يجب توضيح نقطتين هامتين في هذا الشأن، الأولى هي أن البحث عن التدعيم نتكفل به جماعيا، وثانيا أن هذا التدعيم سيكون وفق المناصب التي نحتاجها وما يقرره المدرب شريف الوزاني، ولا أخفي أن عديد اللاعبين يوجدون في أجندتنا كأزوكا، برقيقة، تواتي، بوعزة، بومشرة وغيرهم، لكن نحن لا نريد تعميق المفاوضات مع هؤلاء اللاعبين، ونفضل انتظار إسدال الستار على مرحلة الذهاب والتيقن تماما من وضعياتهم حتى نتفاوض معهم على أسس صحيحة.
وهل معنى هذا أنكم صرفتم النظر عن آخر لاعب مغترب تدرب معكم وهو زواوي محمد؟
ليكون الأمر واضحا، المولودية بحاجة إلى لاعبين يتمتعون بدرجة كبيرة من التنافس وليسوا في حاجة إلى وقت طويل للتأقلم مع وتيرة البطولة، ثم إننا نبحث عن لاعبين مهاجمين لا يتعدى عددهم الثلاثة ويتمتعون بحس التهديف.
تنتظركم نهاية الأسبوع الجاري مباراة هامة في منافسة الكأس أمام شاب قسنطينة، كيف تتوقعونها؟
لقد عاينت شباب قسنطينة في مباراته ضد جمعية وهران، وتأكدت أنه فريق قوي ومنسجم في خطوطه الثلاثة، ويتوفر على لاعبين أصحاب خبرة، فضلا عن أنه رائد بطولته ويتمتع بمساندة قوية من جمهوره الغفير، لكن مولودية وهران معروف عنها أنها فريق يجيد اللعب في منافسة الكأس ولن تحيد عن ذلك.
وهل بإمكانكم معاودة نفس إنجاز سنة 1996 لما هزمتم الشباب في عقر داره بنتيجة 3/2؟
أنا أقول بأن منافسة الكأس تعنينا، وهي من تقاليد النادي، ونحن راضون لحد الآن عن عطاء فريقنا، خاصة من الجانب البدني، وعن مردود لاعبينا الشباب أيضا. المهم أن تشكيلتنا ستواصل تحضيراتها بصفة عادية، وإن شاء الله سنؤدي مباراة في المستوى نستحق إثرها التأهل إلى الدور القادم.
وكيف تنظر إلى مشروع الاحتراف المطبق هذا الموسم؟
يجب أن نستغل الدعم الهام التي تقدمه لنا دولتنا لكي ننهض بكرة القدم الجزائرية من جديد، ونعاود تكوين اللاعبين أصحاب المهارات العالية الذين بمقدورهم الرفع من شأنها، كما يجب على جميع الأطراف المعنية بملف الاحتراف العمل على تغيير الذهنيات. أما إذا نظرنا إلى المستوى الحالي، فأنا أقول أنه متقارب جدا بين كل الأندية، وأن الفارق تصنعه الإمكانيات المادية.
الغالبية من المتتبعين لشأن الكرة الجزائرية يلقون باللوم على طرف واحد متمثل في رؤساء ومسيري الأندية، فهل توافقهم الرأي؟
يوجد مسيرون أضروا كثيرا بالكرة الجزائرية من خلال تصرفاتهم المشينة، لكن مع مرور الوقت سيتكيف هؤلاء المسيرون مع الوضع الجديد الذي أوجده تطبيق الاحتراف، وسيغيرون من ذهنياتهم، وأنا أرى أنه يجب علينا أن نصبر على الأقل سنتين إلى ثلاث سنوات حتى نقطف ثمارا جيدة من مشروع الاحتراف.
منذ أيام توج فريقنا الوطني الأولمبي بكأس اتحاد شمال إفريقيا، كيف تنظر إلى هذا الاستحقاق؟
فرحت كثيرا لذلك، خاصة وأن فريقنا الوطني الأولمبي استحق هذا التتويج بالأداء والنتيجة، وأتمنى أن يكون فأل خير على مستقبل الكرة الجزائرية.
وما هي توقعاتك لمشاركة فريقنا الوطني للاعبين المحليين في نهائيات كأس إفريقيا بالسودان؟
أظن أننا نملك الإمكانيات للذهاب بعيدا في هذه المنافسة، وأن حظوظنا قوية لبلوغ الدور نصف النهائي، وإذا ما حصل ذلك، فسيكون شيئا جميلا للكرة الجزائرية.
كيف تنظر لمباراة فريقنا الوطني الأول ضد الجار المنتخب المغربي؟
أولا، يجب علينا أن ننأى جميعا عن الفخ المصري وليكون درسا لنا، حتى تبقى السياسة للسياسيين والرياضة للرياضيين، والمباراة بين الجزائر والمغرب هي بين شعبين تربطهما أواصر الأخوة، بل والروابط العائلية كما هو حاصل بين المدينتين الحدوديتين وجدة المغربية ومغنية الجزائرية، وعلينا جميعا نحن الجزائريون أن نكون في المستوى، ونحرص أن تكون هذه المباراة عرسا كرويا مغاربيا بأتم معنى الكلمة، وأنا متأكد من أنها لن تؤثر مثقال ذرة في ما يربط الجزائريين والمغاربة من محبة واحترام.
وهو نفس الكلام الذي قاله نجم الكرة المغربية عزيز بودربالة، الذي أطرى على شخصكم كثيرا ونعتكم بالظاهرة المغاربية والعربية...
عزيز بودربالة نجم مغربي وعربي بامتياز، وهو نجم ليس بفنياته فحسب، بل وبأخلاقه العالية، وسيبقى اسم بودربالة منقوشا بأحرف من ذهب في صفحات الكرة المغربية والعربية، وأنا أبادله نفس عبارات المحبة، وأشكره على الكلمات الطيبة التي قالها في حقي.
وماذا تريد أن تضيف في ختام هذا الحوار؟
أتمنى من أنصارنا أن يجنحوا إلى التعقل والكف عن التصرفات التي تجلب الويلات والعقوبات لفريقهم، الذي غرم بسببها لحد الآن بما يقارب 30 مليون سنتيم، وعليهم أن يفهموا بأنهم هم مصدر نجاح فريقهم وأن هذا الأخير هو مصدر فرحهم أيضا، كما أتمنى التوفيق للجميع ولقراء جريدتكم المحترمة.
المساء
حاوره : سعيد/ م